-
نشر بتاريخ: 17 تشرين2/نوفمبر 2015
-
الزيارات: 6763
الجولان كمنطقة طبيعية يفتقر الى الثروات الطبيعية ومصادر الطاقة وغيرها باستثناء المياه الحارة والكبريتية لعين وادي مسعود و النقيب وعيون الحمة الأربعة وهي المقلى وحرارة مياهها 51 مئوية ثم البلسم 41 مئويةثم الريح 37مئوية ثم عين الساخنة 29مئوية ومياه الساخنة رغم حرارتها عذبة شروبة وكانت الحكومة البريطانية منحت استثمار مياه الحمة لأحد عملائها منذ عام 1930وتشكلت بعدها شركة مساهمة شاركت فيها الحكومة السورية عام 1953فتحولت الحمة الى منتجع ومشتى ومصح يقصده أبناء القطر بالسيارات حتى عام الاحتلال
وفيما عدا ذلك فأن ثروات الجولان الطبيعية هي مياهها وتربتها ونبيتها ومناخها
هناك أكثر من قائل أن الجولان فقير ولا يصلح لأي شكل من أشكال الاستثمار الاقتصادي باستثناء تربية الحيوانات أما الزراعة فقلما يكفي إنتاجها سكانها وذلك لوعورة الأرض وانعدام الجريان السطحي وتقهقر الغابة إن هذا القول لا يخلو من الصحة إذا نظرنا للأمور من خلال الاستثمار الاقتصادي التقليدي القديم القائم على الاكتفاء الذاتي والخبرات الشعبية المتراكمة لكنه رأي مرفوض في زمن اصبح فبه التقدم العلمي والتقني يربط بين نوعية المحاصيل والتربة الملائمة وكميات المياه المناسبة والظروف المناخية المواتية لها مما يمكن من قيام زراعات دون تربة بالتنقيط الى غير ذلك من تقنيات زراعية أخرى
وانطلاقاً من هذه الحقائق نستطيع القول أن اقتصاد الجولان قبل الخمسينات كان قائماً على الزراعة وتربية الحيوانات حسب الأساليب التقليدية في زراعة المحاصيل الأساسية لتأمين المواد الغذائية للسكان وكفايتهم السنوية بالدرجة الأولى واستمر اعتماد السكان على هذا القطاع وزادت المساحات المستثمرة وارتفعت نسبة العاملين فيه الى 63% من القوة العاملة والأمطار والرطوبة كافيتين لنمو الأشجار وبقاء الغطاء العشبي اخضر معظم أيام السنة أما المحاصيل فمقتصرة على إنتاج الحبوب والبقول وبعض أنواع الخضار وثمار الأشجار القليلة للاستهلاك المحلي دون التجارة او التبادل التجاري خارج نطاق الجولان
ولعل الحيوانات كالأبقار والأغنام هي السلعة التجارية الهامة التي تؤمن للفلاح الجولاني بعض الدخل لشراء حاجياته من الكساء والمواد الاستهلاكية الضرورية له
وكانت تجارة الأبقار والعجول الجولانية رائجة قبل عام 1948حيث كانت تسوق في فلسطين أحياناً بشكل غير مشروع لكنها توقفت بعدئذ وقل الاهتمام بها رغم ارتفاع أعداد الحيوانات في الجولان نتيجة البيئة الطبيعية المناسبة لتربيتها
ويتمتع الجولان بتنوع في الظروف المناخية الفصلية على مسافات قصيرة ففي سهل البطيحة ومخارج الأودية الى الحولة وطبرية وبطونها تسود ظروف دافئة مدارية مع تربة خصبة محدودة المساحة وعلى مسافة لا تتجاوز ال50كم فيها تنتصب جبال الجولان وسفوحها حيث البرودة الثلج في الشتاء والاعتدال في الصيف مع تربة خصبة أيضاً لكنها صغيرة المساحة ترتفع فيها نسبة الأحجار
ففي هذه الأوضاع ومع ازدياد عدد السكان والطلب المتزايد على المواد الغذائية من قبل السكان و أسرهم لم يعد بالإمكان الاعتماد على الزراعة الواسعة التقليدية فاتجه الريفيون إلى الزراعة الكثيفة تدريجياً حتى أصبح عدد كبير من المزارعين يعمل في الزراعة التجارية النقدية التي تعني بزراعة الخضار والأشجار المثمرة وتربية الأبقار الحلوبة لبيع منتجاتها لما تدره من دخل مادي ينفق قسم منه لتأمين المواد الاستهلاكية الضرورية والتي لا ينتجها الفلاح الجولاني فازدهرت زراعة الخضار والأشجار المثمرة وتربية الأبقار والأغنام كما خطت تربية الدواجن خطوات واسعة ومما اسهم في هذا التحول في القطاع الأول تغير العادات الغذائية التي كانت تعتمد أصنافاً محدودة الى تنوع المواد الغذائية ودخول الخضار واللحوم في القائمة بشكل واسع نسيباً كذلك لا تنسى إن الأسرة الجولانية لم تعد تعتمد على دخلها من الزراعة وتربية الحيوانات فقط بل وعلى دخول إضافية عن طريق أحد أفرادها العاملين في الأعمال الإنشائية أو الخدمات أو الوظائف وغيرها مما رفع من مستوى الأسرة اجتماعياً واقتصادياً
وهكذا يمكن القول إن الجولان كان قد بدأ تحولاً وتطوراً اقتصاديين منسجمين مع المعطيات الطبيعية والاحتياجات السكانية منذ الخمسينيات واستمر هذا التطور ودخلت التقنية والعلم وبدأ المزارعون يخططون لتوسيع مساحات الزراعة الكثيفة وخاصة الخضار وغرس الأشجار المثمرة كالتفاح والكرمة والكرز وغير ذلك لكن الاحتلال وداهمهم فانقلب الجولان صحراء بازلتية يموج فيها غطاء الأعشاب المتروكة دون استغلال وتنتشر فيه جزر غريبة من مستعمرات صهيونية ذات طابع عسكري سوادهم من الجنود الصهاينة أو ممن في عدادهم
أما الصناعة فلقد كانت ولازالت قليلة الأهمية وتقتصر على صنع الأدوات والآلات الضرورية للأعمال الزراعية وعلى تصنيع المنتجات الزراعية والحيوانية بشكل تقليدي كما توجد في القنيطرة والمدن والقرى الكبيرة ورشات ومحال تصليح الآليات كذلك صناعة المواد النبائية لكن ذلك كله لم يتعد الصناعة الصغيرة ولم يرق إلى المؤسسات الصناعية الحديثة
وبالمقابل نشطت التجارة المحلية مع الداخل السوري نشاطاً ملحوظاً عوض إغلاق الحدود مع فلسطين منذ عام 1948 وساعد عليها تحسن وسائل النقل وانتشار استعمال السيارات وتوسع شبكة الطرقات في المنطقة وخارجها
جولات السيد المحافظ
"اللغة العربية وأثرها في تعزيز الهو…
بمناسبة أعياد تشرين نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرابعة فرع القنيطرة في جامعة دمشق مؤتمراً علمياً بعنوان: "اللغة العربية وأثرها في تعزيز الهوية الوطنية الجامعة"، بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة...
متابعة عمل برنامج الأغذية العالمي
بحث محافظ القنيطرة الدكتور طوني عزيز حنامع مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي WFP في المنطقة الجنوبية لودوفيك سالينونائبه باسل دبوسآليات التعاون القائمة في تنفيذ البرامج وتقديم المساعدات وتعزيز اجراءات التنسيق…
مجلس محافظة القنيطرة في دورته العادية السادسة لهذا العام …
على مدى يومين ناقش مجلس محافظة القنيطرة خلال دورته العادية السادسة لهذا العام واقع العمل بالمحافظة، وقضايا المواطنينبحضور محافظ القنيطرة الدكتور طوني_عزيز_حناورئاسة المهندس هشام قات حيث تم مناقشة تقارير لجان…
بحث التعاون بين المفوضية السامية للاجئين ومحافظة القنيطرة
بحث محافظ القنيطرة طوني عزيز حنا مع مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المنطقة الجنوبية وسام باجيلاني سبل تعزيز التعاون وزيادة المشاريع المشتركة، ومتابعة تنفيذ بعض المشاريع…