التعليم في الجولان 
إن الاسم الصحيح لسياسة التعليم الإسرائيلية في الجولان هو ( سياسة التجهيل المنظم ) ! فمنذ بداية الاحتلال ، ألغي المنهاج العربي السوري من المدارس
واستبدل بمنهاج إسرائيلي مطبق على الطلبة العرب من فلسطينيين عام 1948 ، علماً بأن المنهاج المطبق في الضفة والقطاع بقي كما هو مع تعديلات على بعض المواد كي لا تتعارض مع التوجيهات الصهيونية . ومستوى التعليم ضعيف ، لأنه يتم في الغالب فصل المعلمين الأكفاء . ويقدم المنهاج الإسرائيلي في الجولان
ثقافة مشوهة بعيدة عن تراث مواطني الجولان وارتباطهم بوطنهم الأم سورية . ويجري التركيز على اللغة العبرية على حساب اللغة العربية . ويركز المنهاج الإسرائيلي على الطائفية ويثيرها ويغذيها ويضخمها . فمثلاً هناك مادة فرضت على طلابنا في الجولان بدءاً من عام 1976 هي مادة (( التراث
الدرزي )) وهذه المادة تخترع تراثاً خاصاً بهذا الجزء من شعبنا ، في محاولة لفصله عن عروبته وإسلامه اللذين يعتز بهما . وهذا التوجيه تتبناه وسائل الإعلام الإسرائيلية ، ومن ورائها ـ للأسف ـبعض وسائل الإعلام الغربية .وقد سخر الطلاب والمواطنون في الجولان من هذه المادة ورفضوها ، وقالوا :
(( ليس لنا تراث خاص بنا ، فتراثنا هو التراث العربي الإسلامي ، وتاريخنا هو التاريخ العام لشعبنا العربي في مراحله وتفاصيله كافة )) .
ويقوم مواطنو الجولان بتصحيح تلك المغالطات والتشويهات ، وتساهم سورية في مواجهة المناهج الإسرائيلية ، في الرد عليها وإعطاء المعلومات الصحيحة ،
وذلك باستخدام برامج تعليمية تبث عبر الإذاعة والتلفزيون العربي السوري موجهة إلى الطلاب العرب السوريين في الجولان ، ويستفيد منها الطلبة العرب
في فلسطين .إن أعلى مستوى للتعليم في الجولان هو المرحلة الثانوية ، لا توجد جامعة في الجولان المحتل, وفرص التعليم في الجامعات الإسرائيلية شبه مستحيلة بسبب العراقيل التي تضعها تلك الجامعات أمام دراسة الطلاب العرب فيها ، ومنها المعدلات العالية التي تطلبها ، والتي لا يتمكن الطلبة في الجولان من الحصول عليها بسبب ضعف المستوى التعليمي ، وأيضاً بسبب التكاليف الباهظة للدراسة في الجامعات الإسرائيلية والتي لا يستطيع الأهالي تحملها . وإزاء هذا الوضع ، قامت سورية ـ الوطن الأم ـ بفتح باب الدراسة في جامعات القطر لمواطنيها في الجولان المحتل ، فجاءت أول دفعة من طلاب الجولان ـ بترتيبات قام بها الصليب الأحمر الدولي ,وسجلت في جامعة دمشق عام 1977 واستمر هذا حتى عام 1981 ، حيث أوقفت السلطات الإسرائيلية مجيء طلاب الجولان للدراسة في الجامعات السورية ، وذلك بعد إعلان قرار الضم واستؤنف مجيء الطلاب عام 1990 .وهناك خنق ثقافي متنوع على مواطني الجولان ،بهدف عزلهم وخلق ثقافة مشوهة لديهم . وقاوم أهالي الجولان هذا الخنق بالقيام بنشاطات ثقافية متنوعة بالتعاون مع عرب فلسطين 1948 وعرب الضفة والقطاع .

 

كتب بواسطة: Super User