الأوضـاع الصحيــة :
تتعمد سلطات الاحتلال إهمال الخدمات الصحية في الجولان ، وقد كان قبل الاحتلال يوجد مستوصف أغلقته السلطات المحتلة بعد الاحتلال واتخذته مقراً
للحاكم العسكري لسنوات عدة .ويجبر السكان على دفع ضرائب باهظة مقابل ما يسمى (( التأمين الصحي )) الذي لا يقدم خدمات تذكر والاعتماد الأساسي في العلاج هو ذهاب المواطنين إلى المستشفيات العربية في الجليل والضفة الغربية والقدس .وفي السنوات الأخيرة افتتح الأطباء من أبناء القرى السورية المحتلة ، عيادات خاصة ، وفي عام 1994 ـ افتتح مركز طبي في مجدل شمس بجهود الأهالي الذاتية وهو يخدم أبناء الجولان العرب السوريين الواقعين تحت الاحتلال ،
وقام بتأسيسه ( مع جهود الأهالي ) مجموعة من الشبان الوطنيين في (( رابطة الجامعيين في الجولان )) وقد افتتح المركز فروعاً له في بقية قرى الجولان
المحتل وهو يخدم قرى الجولان بجهود ذاتية ، ويعمل فيه أولئك الأطباء تبرعاً أو بأجر رمزي ، وحتى الآن لا يوجد مستشفى في الجولان ، ولهذا فلا إمكانية لإجراء أية عملية للمرضى ، وأيضاً لا يوجد مختبر للتحاليل الطبية أو عيادات تخصصية .إن الأوضاع التي ذكرناها تطبقها سلطات الاحتلال على مواطني الجولان العرب
السوريين تحت جو من الحصار الإعلامي الخانق ، وتقوم تلك السلطات بتشويه الواقع الفعلي في الجولان ، مستغلة قلة عدد السكان ووضعهم الجغرافي الذي
تسهل محاصرتهم فيه .ولهذا فإن الاتصال الأساس لمواطني الجولان مع بقية إخوانهم في سورية ومن يزور المنطقة ، يتم بواسطة مكبرات الصوت ، عبر واد يقع عند شريط خط وقف إطلاق النار ، إلى الشرق من مجدل شمس، مزروع بحقول الألغام والأسلاك الشائكة ، وعبر مسافة حوالي 400 متر . وكل من يذهب إلى هناك يشعر بمدى ثقل وطأة الاحتلال ... وفي الوقت نفسه بالمأساة الإنسانية التي تعانيها العائلات الممزقة على جانبي خط وقف إطلاق النار ... وقد حصلت عند هذا الشريط حوادث ومآس إنسانية عدة ، منها وفاة والدة أحد المواطنين متأثرة بانفعالاتها في الجانب المحتل من الجولان ، أمام عيني ابنها الواقف على الجهة المقابلة
للشريط وهو يتحدث معها عبر مكبر الصوت ، ولم يستطع ابنها أن يودعها الوداع الأخير .

كتب بواسطة: Super User